السجال الحاد الذي شاهده العالم بين الرئيس التركي والرئيس الصهيوني يستحق التأمل، وحقا يشعر الواحد منا بشيء من الفخر عندما يرى رئيسا لدولة إسلامية يهين ذلك الرجل (المسخ)، ويصفه بما يليق به، وقال كلمات يقولها كل عاقل شجاع، ولا يستطيع التفوه بها من لم يتصف بهاتين الصفتين.
ومن يتابع أخبار الدولة التركية والتحولات السياسية التي مرت بها خلال العقود الأخيرة يعلم علم اليقين أن تركيا اليوم ليست هي نفسها تركيا الأمس وان الشعور والانتماء الاسلامي في الأمة التركية يتنامى بشكل كبير يسهل ملاحظته والتعرف إليه، وما انتشار مدارس القرآن وازديادها بشكل كبير، وانتشار الحجاب في الشارع التركي خصوصا في فئة الفتيات، وازدياد عدد المصلين في المساجد إلا أكبر دليل على أن تركيا تعود بقوة للتأثير في العالم الإسلامي وفي قضاياه بانتمائها الإسلامي الذي حاول العلمانيون الغاءه!!
لن أفرط في التفاؤل في موقف الرئيس التركي المشرف لكنه في الحقيقة يكشف الضعف الشديد و(البغيض) في بعض الحكومات العربية التي لم توجه حتى رسائل شديدة اللهجة للكيان الصهيوني، بل من تأمل مشهد انسحاب الرئيس التركي (اردوغان) وموقف أمين الجامعة العربية (المضحك) عرف الفرق بين الاثنين، فهذا يمثل دولة واحدة لكنها تحترم نفسها ولهذا فرضت احترامها، وذاك يمثل اثنتين وعشرين دولة لم تستطع أن تفرض احترامها على أحد من الناس فضلا عن شعوبها.
وفي حين يخرج عشرات الآلاف من تركيا رغبة من أنفسهم تأييدا لموقف رئيسهم من الكيان الصهيوني ورئيسه، نرى في بعض الدول العربية عشرات الآلاف يخرجون معارضين لحكوماتهم ويواجهون بالمياه الحارة والضرب بالعصى والاعتقالات والرمي في السجون!!
إن هذا المارد (الصهيوني) الذي زرعه الغرب في الجسم الإسلامي لم يعد كالسابق لا يواجهه احد، بل لعل (غزة) وأبطالها وعلى رأسهم مجاهدي (حماس) قد كسروا حاجز الوهم والخوف الذي ارتبط في مخيلة كل من اراد مواجهة هذا الكيان الزائل بإذن الله، وما انتصار غزة، وانتفاض شعوب العالم ضد هذا الكيان، ومقاطعة بعض الدول (غير الإسلامية) لإسرائيل وطرد سفرائها، ثم الرد العنيف للرئيس التركي لرئيس هذا الكيان، إلا بيانات لمواجهات حقيقية للكيان الصهيوني تتخذ صورا كثيرة، وجبهات عديدة اسلامية وغير إسلامية، فإن كان الكيان الصهيوني فترة عاش فيها مغترا بما يملك ويضمن فيها سلطة عملائه فإن الزمن تغير، والموازين اختلت، (وتلك الأيام نداولها بين الناس).
تذكرت وأنا أشاهد موقف الرئيس التركي المشرف ما قاله أحد خلفاء الدولة العثمانية وهو السلطان عبدالحميد عندما طلب منه اليهود أن يسمح لهم بالاستيطان في فلسطين فرد عليهم (... إن عمل المبضع في جسدي أهون عليّ من ان ارى فلسطين وقد بترت من دولة الخلافة)... لكن شتان بين ذلك الزمن وزماننا، فهل ما نراه اليوم في الصحوة الإسلامية المباركة ورجوع الكثيرين الى الدين، ومطالبة الشعوب بفتح باب الجهاد في سبيل الله، والتحامهم ببعضهم البعض وإن اختلفت اللغات والألوان... هل هذه بشائر لمرحلة جديدة قادمة يعز الله فيه الإسلام وأهله ويذل الله فيه الكفر وأهله؟!... ولم لا؟!
رجوع تركيا الى المشهد الإسلامي بقوة، والدور الإيراني المشبوه في الإقليم، والضعف الشديد للدول العربية، والتحول الإسرائيلي الخطير في القضية الفلسطينية، والساحة المفتوحة للصراع الطائفي في العراق، ووجود المخزون العالمي النفطي في يد دول لا تستطيع حماية نفسها في ظل انهيار اقتصادي عالمي وحاجة ملحة لهذا الكنز الاسود المكشوف.. هذه العوامل وغيرها من المؤثرات تؤكد - والله اعلم - اننا مقبلون في السنوات القادمة على تغيرات كبيرة، قد تتغير معها الخريطة السياسية للشرق الاوسط وقد تنقلب فيها موازين القوى، وقد تحصل فوضى كبيرة لا تسلم منها دولة او نظام.. لكن كل الذي سيحصل سيكون - بإذن الله - في مصلحة الاسلام والمسلمين، وكل المفاجآت التي سنراها هي خير للامة وان كان ظاهرها غير ذلك، وهذا وعد من الله تعالى لعباده المؤمنين الموحدين، ?وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم، وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون?.
*الشيخ نبيل العوضي
ومن يتابع أخبار الدولة التركية والتحولات السياسية التي مرت بها خلال العقود الأخيرة يعلم علم اليقين أن تركيا اليوم ليست هي نفسها تركيا الأمس وان الشعور والانتماء الاسلامي في الأمة التركية يتنامى بشكل كبير يسهل ملاحظته والتعرف إليه، وما انتشار مدارس القرآن وازديادها بشكل كبير، وانتشار الحجاب في الشارع التركي خصوصا في فئة الفتيات، وازدياد عدد المصلين في المساجد إلا أكبر دليل على أن تركيا تعود بقوة للتأثير في العالم الإسلامي وفي قضاياه بانتمائها الإسلامي الذي حاول العلمانيون الغاءه!!
لن أفرط في التفاؤل في موقف الرئيس التركي المشرف لكنه في الحقيقة يكشف الضعف الشديد و(البغيض) في بعض الحكومات العربية التي لم توجه حتى رسائل شديدة اللهجة للكيان الصهيوني، بل من تأمل مشهد انسحاب الرئيس التركي (اردوغان) وموقف أمين الجامعة العربية (المضحك) عرف الفرق بين الاثنين، فهذا يمثل دولة واحدة لكنها تحترم نفسها ولهذا فرضت احترامها، وذاك يمثل اثنتين وعشرين دولة لم تستطع أن تفرض احترامها على أحد من الناس فضلا عن شعوبها.
وفي حين يخرج عشرات الآلاف من تركيا رغبة من أنفسهم تأييدا لموقف رئيسهم من الكيان الصهيوني ورئيسه، نرى في بعض الدول العربية عشرات الآلاف يخرجون معارضين لحكوماتهم ويواجهون بالمياه الحارة والضرب بالعصى والاعتقالات والرمي في السجون!!
إن هذا المارد (الصهيوني) الذي زرعه الغرب في الجسم الإسلامي لم يعد كالسابق لا يواجهه احد، بل لعل (غزة) وأبطالها وعلى رأسهم مجاهدي (حماس) قد كسروا حاجز الوهم والخوف الذي ارتبط في مخيلة كل من اراد مواجهة هذا الكيان الزائل بإذن الله، وما انتصار غزة، وانتفاض شعوب العالم ضد هذا الكيان، ومقاطعة بعض الدول (غير الإسلامية) لإسرائيل وطرد سفرائها، ثم الرد العنيف للرئيس التركي لرئيس هذا الكيان، إلا بيانات لمواجهات حقيقية للكيان الصهيوني تتخذ صورا كثيرة، وجبهات عديدة اسلامية وغير إسلامية، فإن كان الكيان الصهيوني فترة عاش فيها مغترا بما يملك ويضمن فيها سلطة عملائه فإن الزمن تغير، والموازين اختلت، (وتلك الأيام نداولها بين الناس).
تذكرت وأنا أشاهد موقف الرئيس التركي المشرف ما قاله أحد خلفاء الدولة العثمانية وهو السلطان عبدالحميد عندما طلب منه اليهود أن يسمح لهم بالاستيطان في فلسطين فرد عليهم (... إن عمل المبضع في جسدي أهون عليّ من ان ارى فلسطين وقد بترت من دولة الخلافة)... لكن شتان بين ذلك الزمن وزماننا، فهل ما نراه اليوم في الصحوة الإسلامية المباركة ورجوع الكثيرين الى الدين، ومطالبة الشعوب بفتح باب الجهاد في سبيل الله، والتحامهم ببعضهم البعض وإن اختلفت اللغات والألوان... هل هذه بشائر لمرحلة جديدة قادمة يعز الله فيه الإسلام وأهله ويذل الله فيه الكفر وأهله؟!... ولم لا؟!
رجوع تركيا الى المشهد الإسلامي بقوة، والدور الإيراني المشبوه في الإقليم، والضعف الشديد للدول العربية، والتحول الإسرائيلي الخطير في القضية الفلسطينية، والساحة المفتوحة للصراع الطائفي في العراق، ووجود المخزون العالمي النفطي في يد دول لا تستطيع حماية نفسها في ظل انهيار اقتصادي عالمي وحاجة ملحة لهذا الكنز الاسود المكشوف.. هذه العوامل وغيرها من المؤثرات تؤكد - والله اعلم - اننا مقبلون في السنوات القادمة على تغيرات كبيرة، قد تتغير معها الخريطة السياسية للشرق الاوسط وقد تنقلب فيها موازين القوى، وقد تحصل فوضى كبيرة لا تسلم منها دولة او نظام.. لكن كل الذي سيحصل سيكون - بإذن الله - في مصلحة الاسلام والمسلمين، وكل المفاجآت التي سنراها هي خير للامة وان كان ظاهرها غير ذلك، وهذا وعد من الله تعالى لعباده المؤمنين الموحدين، ?وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم، وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون?.
*الشيخ نبيل العوضي