منقول من موقع الشيخ سلطان بن زايد ممثل رئيس دولة الإمارات
09/01/2005
مكتب سلطان يصدر دراسة عن العلاقات بين الإمارات وعمان
المصدر: وام
أبوظبي في 9 يناير –2005 وكالة أنباء الإمارات:
أصدر مكتب سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الاعلام دراسة تتناول / العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان / وقفت عند الصورة الكاملة التي انطبعت رسمياً وشعبياً بين البلدين الشقيقين على مدى العقود المنصرمة وقدمت مقاربة عملية لطبيعة هذه العلاقات وفروعها واتجاهاتها كما وثقت التعاون المثمر بينهما في مختلف الميادين .
وقدم سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان لهذه الدراسة بقوله أن أبرز ما تحرص عليه دولة الإمارات العربية المتحدة انطلاقاً من مجلس التعاون لدول الخليج العربية هو تجسيد هذا الانتماء قوياً على أرض الواقع من خلال سعيها الدؤوب لتقوية أواصر الاخوة وتمتين وشائج القربى وحسن الجوار مع من تجمعهم بها روابط الأصل والدم واللغة والدين ووحدة الهدف والغاية والمصير وتأتي سلطنة عمان في طليعة هؤلاء الأشقاء لما يجمعهما بالإمارات من علاقات تاريخية ممتدة زادتها القيادات الرشيدة تطوراً وتنوعاً وثراء وأضاف سموه لقد مثلت أول زيارة قام بها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله وطيب ثراه عام 1968 نقلة نوعية في شكل ونمط العلاقات الإماراتية العمانية بما أكدته من حرص صادق على تعميق أطرها لمصلحة شعبي البلدين تنمية وتقارباً وبما فتحته من مجالات للتعاون البناء سعيا للتكامل على صعيد أكبر بين دول منطقتنا وتلك غاية صبت إليها الآمال وتعلقت بها التطلعات حتى أضحت حقيقة زاهية بتأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي أعلى بأهدافه وخططه وإنجازاته شأن هذا التكامل .
وجاءت أيضا في إطار تلك الجهود الحميدة والمساعي الحثيثة الزيارة الرسمية التي قام بها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للسلطنة في فبراير عام 2000م لتبرز مدى رغبة البلدين في تقوية جسور التعاون المشترك القائم في سائر المجالات وهو ما عبر عنه سموه عنه بقوله زيارتنا لسلطنة عمان الشقيقة تأتى في إطار حرصنا الدائم على تعزيز العلاقات الأخوية الوثيقة والمتميزة والروابط التاريخية العميقة التي تربط بين بلدينا وشعبينا الشقيقين .
وسنعمل خلال هذه الزيارة على الارتقاء بهذه العلاقات في جميع الميادين .
وقال سمو نائب رئيس مجلس الوزراء أن العلاقات بين دولة الإمارات وسلطنة عمان تقدم صورة بهية وجليلة لما يجب أن تكون عليه أمتنا العربية من ترابط ينمى إمكاناتها وتلاحم يقوى بنيانها كونها كما يقول وبحق صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد تقدم نموذجا يحتذى به للعلاقات الثنائية القابلة باستمرار للتطور والوصول إلى آفاق أرحب فهي لا تكتفي بوشائج الدين أو التاريخ أو القربى أو الجوار وهي في حد ذاتها كلها وشائج عظيمة ولكنها تتطلع باستمرار إلى بناء ودعم قاعدة المصالح المشتركة والتعاون المثمر بما يتوافق وتطلعات شعبينا في مزيد من التلاحم والتكامل ...
وما تبوأته اليوم سلطنة عمان أرضا وشعبا وقيادة من مكانة دولية مرموقة صار معلما بارزا لعظمة الإنجاز الحضاري والإنساني فذلك الإنجاز العماني المبهر قد أتاح للمواطن العماني حياة اجتماعية كريمة وأمنه بعد أن حظى بجميع الفرص الخدمية من صحة وتعليم ورعاية اجتماعية وأكثر من ذلك المناخ الجديد الذي أوجدته قيادة جلالة السلطان قابوس بن سعيد التي فتحت المجال واسعا أمام العمانيين للتحاور مع العالم بأدواته الحديثة ومواكبة جميع متغيراته وفى مختلف نواحي الحياة .
وأضاف سمو الشيخ سلطان بن زايد أما على الصعيد الخارجي فلقد تمكن جلالة السلطان قابوس أن يوجد صورة ومكانة تليق وتتجاوب مع الموروث التاريخي للسلطنة وارتقى بموقعها على الساحة الدولية حتى صارت مرجعا لدعوات تحقيق السلام والتعايش في العالم وأضحى جلالته واحدا من أبرز رموز الدعوة والعمل لاقرار هذا السلام .
ونحن إذ نقدم هذه الدراسة إنما نحتفل ونحتفي بعمق العلاقات التاريخية والروحية التي جمعت بين البلدين الشقيقين في دولة الإمارات وسلطنة عمان أملين أن تتخذ منها الشعوب أفرادا وحكومات نعم القدوة وخير المثل .
وجاء في الدراسة أن العلاقات الأخوية التي تجمع بين دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان قد استقرت في سجل التفرد والطموح كنموذج جلى للعلاقات المثمرة والهادفة بين الأشقاء خاصة وأنها قديمة قدم الدهر ووثيقة الدعائم استقت متانتها وقوة وشائجها من الإرث التاريخي والثقافي المشترك والتراث والعادات العربية الأصيلة وما يعززها من وحدة الهدف والمصير وتطابق الرؤى والأهداف .
وتستمد الروابط المتينة التي تستند إليها العلاقات بين البلدين قوتها من تاريخ طويل مشترك وعلاقات أزلية راسخة جسدها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأخيه جلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان بمفهوم الاخوة الحقة المرتكزة على أسس صلبة وأرضية صلدة بفضل حكمتهما ورويتهما العميقة وحبهما لشعبيهما وما حقق لهما التواصل والتكامل والقدرة على الانطلاق بقوة في مختلف المجالات .
فالإرادة الصادقة والجهد المخلص الذي بذله القائدان عبر مسار السنوات الطويلة مكنت من تقديم مثال حي من صور التكاتف والتعاون بين بلدين وشعبين شقيقين جعلا من طموحهما طموحا شامخا ومن تطلعاتهما تطلعات مشتركة لأجل واقع خليجي وعربي أرقى وأسمى .
وفى هذا الإطار أظهرت الدراسة أن التوافق الكبير في الرؤى والمواقف كان دوما عاملا من عوامل تجذر العلاقات بين البلدين وزادتها الزيارات المكثفة المتبادلة واللقاءات الأخوية متانة وصلابة.
وتعود أولى الزيارات التي قام بها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان إلى سلطنة عمان الشقيقة السابع من شهر أغسطس عام 1968 حيث اجتمع مع جلالة السلطان قابوس بن سعيد بالسلطنة في العاشر من شهر أغسطس / أب من عام 1970 وفى الثاني من شهر مايو / أيار عام 1972 قام المغفور له الشيخ زايد بزيارة إلى السلطنة حيث أدلى بحديث قال فيه / أن لقاءنا مع جلالة الأخ قابوس بن سعيد هو لقاء الاخوة ونحن نجتمع سويا لتوطيد العلاقات والروابط المصيرية ودراسة أفضل السبل لتحقيق الرخاء للمنطقة وأنا أومن أن جلالة السلطان قابوس شاركني السعي لتحقيق الازدهار لامتنا وهو يتجاوب معنا دائما في كل القضايا التي تواجهنا / وفى الرابع والعشرين من شهر مارس/آذار عام 1973 استقبلت دولة الإمارات رسميا وشعبيا باحتفاء كبير صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان كما شارك المفغور له الشيخ زايد على رأس وفد رسمي أخاه صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد والشعب العماني الشقيق في احتفالات السلطنة في عيدها الوطني السادس وذلك في الثامن عشر من شهر نوفمبر / تشرين الثاني عام 1976 وشهد الشيخ زايد العرض العسكري الذي أقيم بهذه المناسبة وقد قدم جلالة السلطان قابوس إلى المغفور له وسام عمان وهو أعلى وسام عماني وذلك تقديرا لمواقفه القومية والعربية .
وأكدت الدراسة أن دولة الإمارات احتفظت دائما بوشائج ود دافئة مع السلطنة وهى لا تعدو أن تكون انعكاسا صادقا لعلاقة قادة وشعبي البلدين.
فقد انطلق البلدان إلى المستقبل دون أن يتجاوزا عظمة ماضيهما .
وأوضحت الدراسة العناية الخاصة والاهتمام البالغ الذي أولى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد لتطوير ونماء العلاقات بين البلدين وإعجاب سموه بما شهدته السلطنة من نهضة وتقدم حيث قال سموه / أن ما تحقق من نجاح مشهود لا يشكل فقط طفرة أو تغييرا جذريا للأوضاع في مختلف جوانب المجتمع العماني ولكنه يشكل أيضا الأساس الصلب والمتواصل لتحقيق المزيد من الخير للشعب العماني على طريق التقدم والتطور تحت قيادة جلال السلطان قابوس بن سعيد الذي توافرت فيه كل صفات القيادة والمسؤولية حتى حظى جلالته بكل هذا الحب من مواطنيه ومن إخوانه أبناء الخليج والأمة العربية /.
وأبرزت الدراسة لقاءات القمة بين سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة وما ساهمت به من فتح قنوات وآفاق جديدة ورحبة للتعاون بين البلدين في مختلف المجالات وتنسيق المواقف وتوحيد الروية حيث جاءت الزيارات الأخوية التي قام بها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان إلى السلطنة لتضيف إلى مسار هذه العلاقات قوة وزخما كبيرين بملامستها للوشائج التاريخية والتي عكست الرغبة القوية عند سموه في التواصل والتلاقي .
وأكدت الدراسة أن اللقاءات التي تجمع سموه بأخيه صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد هي فرصة طيبة لتعزيز المسيرة وتوثيق عرى التعاون والتشاور والتكامل بين البلدين و تأكيد أواصر الاخوة العميقة والمحبة المشهودة والتنسيق التام بما يضاعف إحساس قادة وحكومات ومؤسسات وأفراد البلدين بالمسؤولية الوطنية والقومية ويمنحهم دفعا قويا لتحقيق الأهداف المنشودة.
وأوضح صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حقيقة العلاقات بين الإمارات وعمان عندما قال/ أن العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان الشقيقة هي علاقات متميزة ولها خصوصيتها ونسيجها القوى المتماسك الذي يستند إلى روابط اللغة والدين والجوار الجغرافيا والتاريخ المشترك ووحدة المصالح والتعاون المثمر في كافة المجالات بما يتوافق مع تطلعات شعبي البلدين الشقيقين /.
وأضاف سموه/أن من الظواهر المميزة لتلك العلاقات في كل مراحلها هو تطلعها الدائم إلى المستقبل وعدم الاكتفاء بما تحقق من طموحات على نحو أعطى نموذجا لما يمكن أن تصل إليه العلاقات بين الدول/ .
وقدم سموه خلال زيارته إلى عمان في الثامن من شهر يونيو / حزيران عام 1973 صورة طيبة لتلك العلاقات معتبرا أن سلطنة عمان والإمارات دولتان شقيقتان في جسد واحد تجمعهما علاقة روحية تاريخية أساسها الود والإخاء .
وفى 15 نوفمبر 1985 قام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بزيارة لسلطنة مهنئا بمناسبة احتفالاتها بالعيد الوطني الخامس عشر.
كما قام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان زيارة رسمية إلى سلطنة عمان في 15 سبتمبر عام 1986 بدعوة أخوية من صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان وقال سموه في حديثه لصحيفة عمان في 20 سبتمبر 1986 / أننا في دولة الإمارات نومن بأن العلاقات بين السلطنة ودولة الإمارات ذات خصوصية حميمة فهي اخوة قبل أن تكون علاقات جوار وهى روابط ومصير قبل أن تكون روابط إقليمية وجغرافية مشتركة وهى قبل ذلك كله وشائج رحم واحد تنتسب إليه العائلة الخليجية الواحدة لكل شعوب المنطقة وعلى هذه الأرضية الصلبة تقف علاقات التعاون بين دولة الإمارات وسلطنة عمان وتزداد رسوخا يوما بعد يوم ... وكلنا ثقة في أن هذا التفاهم بين أعضاء الأسرة الواحدة سوف يقوى التعاون والتعاضد ويعزز روابط القربى بيننا / .
ولغرض إدامة زخم التواصل وتعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين قام سموه بزيارة السلطنة الشقيقة في العاشر من شهر مايو من عام 1992 بعد الإنجاز العظيم الذي حققه البلدان باستخدام بطاقات الهوية في دخول وتعامل المواطنين بين دولة الإمارات وسلطنة عمان والذي وصفه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بأنه قرار رائد وخطوة كبيرة على ساحة العمل الخليجي المشترك وأنه يأتي منسجما مع المبادئ الأساسية التي قام عليها مجلس التعاون لدول الخليج العربية كما أكد أن هذا القرار ترجمة صادقة لواقع ملموس وهو ليس نهاية المطاف فهناك الكثير من العناصر والخطوات الحقيقية التي تقودنا إلى دروب التعاون وتوحيد الطاقات والجهود .
ووقفت الدراسة عند الزيارة التي قام بها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان إلى السلطنة في فبراير / شباط عام 2000 حيث قال لدى وصوله لمسقط / أننا نعرب عن ارتياحنا العميق لما وصلت إليه العلاقات الأخوية بين بلدينا الشقيقين من تقدم ونمو في جميع المجالات مما يجعل منها بالفعل نموذجا يحتذى لما يجب أن تكون عليه العلاقات الثنائية بين الأشقاء لأنها ترتكز على قواعد راسخة من المحبة والتعاون والتكامل / وأضاف سموه / لقد جئنا إلى هذا البلد الشقيق لنواصل معا ما أكرمنا به الله من نعمة الإخاء ونتابع بقلوب يملوها الحب والإخلاص خطوات التقارب وتكريس مفهوم التعاون والترابط تحقيقا لواقع ملموس وتجسيدا لتقاليد موروثة عن أجداد وأباء كرام عاشوا على التفاهم والتشاور والتآزر/ وقد منح صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد خلال هذه الزيارة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وسام عمان المدني من الدرجة الأولى .
ويستند صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في تأصيله لعلاقة الاخوة مع الشقيقة عمان إلى مفهوم خاص يقوم على الدعوة والعمل من أجل التكامل والوحدة منطلقا من روية إستراتيجية ومرجعية سياسية يرفدها ميراث تاريخي وفكري كبير يكرس حقيقة التقارب التاريخي والعقائدي والحضاري بين البلدين الشقيقين.
__________________
الحمد لله رب العالمين
09/01/2005
مكتب سلطان يصدر دراسة عن العلاقات بين الإمارات وعمان
المصدر: وام
أبوظبي في 9 يناير –2005 وكالة أنباء الإمارات:
أصدر مكتب سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الاعلام دراسة تتناول / العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان / وقفت عند الصورة الكاملة التي انطبعت رسمياً وشعبياً بين البلدين الشقيقين على مدى العقود المنصرمة وقدمت مقاربة عملية لطبيعة هذه العلاقات وفروعها واتجاهاتها كما وثقت التعاون المثمر بينهما في مختلف الميادين .
وقدم سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان لهذه الدراسة بقوله أن أبرز ما تحرص عليه دولة الإمارات العربية المتحدة انطلاقاً من مجلس التعاون لدول الخليج العربية هو تجسيد هذا الانتماء قوياً على أرض الواقع من خلال سعيها الدؤوب لتقوية أواصر الاخوة وتمتين وشائج القربى وحسن الجوار مع من تجمعهم بها روابط الأصل والدم واللغة والدين ووحدة الهدف والغاية والمصير وتأتي سلطنة عمان في طليعة هؤلاء الأشقاء لما يجمعهما بالإمارات من علاقات تاريخية ممتدة زادتها القيادات الرشيدة تطوراً وتنوعاً وثراء وأضاف سموه لقد مثلت أول زيارة قام بها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله وطيب ثراه عام 1968 نقلة نوعية في شكل ونمط العلاقات الإماراتية العمانية بما أكدته من حرص صادق على تعميق أطرها لمصلحة شعبي البلدين تنمية وتقارباً وبما فتحته من مجالات للتعاون البناء سعيا للتكامل على صعيد أكبر بين دول منطقتنا وتلك غاية صبت إليها الآمال وتعلقت بها التطلعات حتى أضحت حقيقة زاهية بتأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي أعلى بأهدافه وخططه وإنجازاته شأن هذا التكامل .
وجاءت أيضا في إطار تلك الجهود الحميدة والمساعي الحثيثة الزيارة الرسمية التي قام بها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للسلطنة في فبراير عام 2000م لتبرز مدى رغبة البلدين في تقوية جسور التعاون المشترك القائم في سائر المجالات وهو ما عبر عنه سموه عنه بقوله زيارتنا لسلطنة عمان الشقيقة تأتى في إطار حرصنا الدائم على تعزيز العلاقات الأخوية الوثيقة والمتميزة والروابط التاريخية العميقة التي تربط بين بلدينا وشعبينا الشقيقين .
وسنعمل خلال هذه الزيارة على الارتقاء بهذه العلاقات في جميع الميادين .
وقال سمو نائب رئيس مجلس الوزراء أن العلاقات بين دولة الإمارات وسلطنة عمان تقدم صورة بهية وجليلة لما يجب أن تكون عليه أمتنا العربية من ترابط ينمى إمكاناتها وتلاحم يقوى بنيانها كونها كما يقول وبحق صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد تقدم نموذجا يحتذى به للعلاقات الثنائية القابلة باستمرار للتطور والوصول إلى آفاق أرحب فهي لا تكتفي بوشائج الدين أو التاريخ أو القربى أو الجوار وهي في حد ذاتها كلها وشائج عظيمة ولكنها تتطلع باستمرار إلى بناء ودعم قاعدة المصالح المشتركة والتعاون المثمر بما يتوافق وتطلعات شعبينا في مزيد من التلاحم والتكامل ...
وما تبوأته اليوم سلطنة عمان أرضا وشعبا وقيادة من مكانة دولية مرموقة صار معلما بارزا لعظمة الإنجاز الحضاري والإنساني فذلك الإنجاز العماني المبهر قد أتاح للمواطن العماني حياة اجتماعية كريمة وأمنه بعد أن حظى بجميع الفرص الخدمية من صحة وتعليم ورعاية اجتماعية وأكثر من ذلك المناخ الجديد الذي أوجدته قيادة جلالة السلطان قابوس بن سعيد التي فتحت المجال واسعا أمام العمانيين للتحاور مع العالم بأدواته الحديثة ومواكبة جميع متغيراته وفى مختلف نواحي الحياة .
وأضاف سمو الشيخ سلطان بن زايد أما على الصعيد الخارجي فلقد تمكن جلالة السلطان قابوس أن يوجد صورة ومكانة تليق وتتجاوب مع الموروث التاريخي للسلطنة وارتقى بموقعها على الساحة الدولية حتى صارت مرجعا لدعوات تحقيق السلام والتعايش في العالم وأضحى جلالته واحدا من أبرز رموز الدعوة والعمل لاقرار هذا السلام .
ونحن إذ نقدم هذه الدراسة إنما نحتفل ونحتفي بعمق العلاقات التاريخية والروحية التي جمعت بين البلدين الشقيقين في دولة الإمارات وسلطنة عمان أملين أن تتخذ منها الشعوب أفرادا وحكومات نعم القدوة وخير المثل .
وجاء في الدراسة أن العلاقات الأخوية التي تجمع بين دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان قد استقرت في سجل التفرد والطموح كنموذج جلى للعلاقات المثمرة والهادفة بين الأشقاء خاصة وأنها قديمة قدم الدهر ووثيقة الدعائم استقت متانتها وقوة وشائجها من الإرث التاريخي والثقافي المشترك والتراث والعادات العربية الأصيلة وما يعززها من وحدة الهدف والمصير وتطابق الرؤى والأهداف .
وتستمد الروابط المتينة التي تستند إليها العلاقات بين البلدين قوتها من تاريخ طويل مشترك وعلاقات أزلية راسخة جسدها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأخيه جلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان بمفهوم الاخوة الحقة المرتكزة على أسس صلبة وأرضية صلدة بفضل حكمتهما ورويتهما العميقة وحبهما لشعبيهما وما حقق لهما التواصل والتكامل والقدرة على الانطلاق بقوة في مختلف المجالات .
فالإرادة الصادقة والجهد المخلص الذي بذله القائدان عبر مسار السنوات الطويلة مكنت من تقديم مثال حي من صور التكاتف والتعاون بين بلدين وشعبين شقيقين جعلا من طموحهما طموحا شامخا ومن تطلعاتهما تطلعات مشتركة لأجل واقع خليجي وعربي أرقى وأسمى .
وفى هذا الإطار أظهرت الدراسة أن التوافق الكبير في الرؤى والمواقف كان دوما عاملا من عوامل تجذر العلاقات بين البلدين وزادتها الزيارات المكثفة المتبادلة واللقاءات الأخوية متانة وصلابة.
وتعود أولى الزيارات التي قام بها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان إلى سلطنة عمان الشقيقة السابع من شهر أغسطس عام 1968 حيث اجتمع مع جلالة السلطان قابوس بن سعيد بالسلطنة في العاشر من شهر أغسطس / أب من عام 1970 وفى الثاني من شهر مايو / أيار عام 1972 قام المغفور له الشيخ زايد بزيارة إلى السلطنة حيث أدلى بحديث قال فيه / أن لقاءنا مع جلالة الأخ قابوس بن سعيد هو لقاء الاخوة ونحن نجتمع سويا لتوطيد العلاقات والروابط المصيرية ودراسة أفضل السبل لتحقيق الرخاء للمنطقة وأنا أومن أن جلالة السلطان قابوس شاركني السعي لتحقيق الازدهار لامتنا وهو يتجاوب معنا دائما في كل القضايا التي تواجهنا / وفى الرابع والعشرين من شهر مارس/آذار عام 1973 استقبلت دولة الإمارات رسميا وشعبيا باحتفاء كبير صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان كما شارك المفغور له الشيخ زايد على رأس وفد رسمي أخاه صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد والشعب العماني الشقيق في احتفالات السلطنة في عيدها الوطني السادس وذلك في الثامن عشر من شهر نوفمبر / تشرين الثاني عام 1976 وشهد الشيخ زايد العرض العسكري الذي أقيم بهذه المناسبة وقد قدم جلالة السلطان قابوس إلى المغفور له وسام عمان وهو أعلى وسام عماني وذلك تقديرا لمواقفه القومية والعربية .
وأكدت الدراسة أن دولة الإمارات احتفظت دائما بوشائج ود دافئة مع السلطنة وهى لا تعدو أن تكون انعكاسا صادقا لعلاقة قادة وشعبي البلدين.
فقد انطلق البلدان إلى المستقبل دون أن يتجاوزا عظمة ماضيهما .
وأوضحت الدراسة العناية الخاصة والاهتمام البالغ الذي أولى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد لتطوير ونماء العلاقات بين البلدين وإعجاب سموه بما شهدته السلطنة من نهضة وتقدم حيث قال سموه / أن ما تحقق من نجاح مشهود لا يشكل فقط طفرة أو تغييرا جذريا للأوضاع في مختلف جوانب المجتمع العماني ولكنه يشكل أيضا الأساس الصلب والمتواصل لتحقيق المزيد من الخير للشعب العماني على طريق التقدم والتطور تحت قيادة جلال السلطان قابوس بن سعيد الذي توافرت فيه كل صفات القيادة والمسؤولية حتى حظى جلالته بكل هذا الحب من مواطنيه ومن إخوانه أبناء الخليج والأمة العربية /.
وأبرزت الدراسة لقاءات القمة بين سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة وما ساهمت به من فتح قنوات وآفاق جديدة ورحبة للتعاون بين البلدين في مختلف المجالات وتنسيق المواقف وتوحيد الروية حيث جاءت الزيارات الأخوية التي قام بها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان إلى السلطنة لتضيف إلى مسار هذه العلاقات قوة وزخما كبيرين بملامستها للوشائج التاريخية والتي عكست الرغبة القوية عند سموه في التواصل والتلاقي .
وأكدت الدراسة أن اللقاءات التي تجمع سموه بأخيه صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد هي فرصة طيبة لتعزيز المسيرة وتوثيق عرى التعاون والتشاور والتكامل بين البلدين و تأكيد أواصر الاخوة العميقة والمحبة المشهودة والتنسيق التام بما يضاعف إحساس قادة وحكومات ومؤسسات وأفراد البلدين بالمسؤولية الوطنية والقومية ويمنحهم دفعا قويا لتحقيق الأهداف المنشودة.
وأوضح صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حقيقة العلاقات بين الإمارات وعمان عندما قال/ أن العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان الشقيقة هي علاقات متميزة ولها خصوصيتها ونسيجها القوى المتماسك الذي يستند إلى روابط اللغة والدين والجوار الجغرافيا والتاريخ المشترك ووحدة المصالح والتعاون المثمر في كافة المجالات بما يتوافق مع تطلعات شعبي البلدين الشقيقين /.
وأضاف سموه/أن من الظواهر المميزة لتلك العلاقات في كل مراحلها هو تطلعها الدائم إلى المستقبل وعدم الاكتفاء بما تحقق من طموحات على نحو أعطى نموذجا لما يمكن أن تصل إليه العلاقات بين الدول/ .
وقدم سموه خلال زيارته إلى عمان في الثامن من شهر يونيو / حزيران عام 1973 صورة طيبة لتلك العلاقات معتبرا أن سلطنة عمان والإمارات دولتان شقيقتان في جسد واحد تجمعهما علاقة روحية تاريخية أساسها الود والإخاء .
وفى 15 نوفمبر 1985 قام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بزيارة لسلطنة مهنئا بمناسبة احتفالاتها بالعيد الوطني الخامس عشر.
كما قام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان زيارة رسمية إلى سلطنة عمان في 15 سبتمبر عام 1986 بدعوة أخوية من صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان وقال سموه في حديثه لصحيفة عمان في 20 سبتمبر 1986 / أننا في دولة الإمارات نومن بأن العلاقات بين السلطنة ودولة الإمارات ذات خصوصية حميمة فهي اخوة قبل أن تكون علاقات جوار وهى روابط ومصير قبل أن تكون روابط إقليمية وجغرافية مشتركة وهى قبل ذلك كله وشائج رحم واحد تنتسب إليه العائلة الخليجية الواحدة لكل شعوب المنطقة وعلى هذه الأرضية الصلبة تقف علاقات التعاون بين دولة الإمارات وسلطنة عمان وتزداد رسوخا يوما بعد يوم ... وكلنا ثقة في أن هذا التفاهم بين أعضاء الأسرة الواحدة سوف يقوى التعاون والتعاضد ويعزز روابط القربى بيننا / .
ولغرض إدامة زخم التواصل وتعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين قام سموه بزيارة السلطنة الشقيقة في العاشر من شهر مايو من عام 1992 بعد الإنجاز العظيم الذي حققه البلدان باستخدام بطاقات الهوية في دخول وتعامل المواطنين بين دولة الإمارات وسلطنة عمان والذي وصفه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بأنه قرار رائد وخطوة كبيرة على ساحة العمل الخليجي المشترك وأنه يأتي منسجما مع المبادئ الأساسية التي قام عليها مجلس التعاون لدول الخليج العربية كما أكد أن هذا القرار ترجمة صادقة لواقع ملموس وهو ليس نهاية المطاف فهناك الكثير من العناصر والخطوات الحقيقية التي تقودنا إلى دروب التعاون وتوحيد الطاقات والجهود .
ووقفت الدراسة عند الزيارة التي قام بها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان إلى السلطنة في فبراير / شباط عام 2000 حيث قال لدى وصوله لمسقط / أننا نعرب عن ارتياحنا العميق لما وصلت إليه العلاقات الأخوية بين بلدينا الشقيقين من تقدم ونمو في جميع المجالات مما يجعل منها بالفعل نموذجا يحتذى لما يجب أن تكون عليه العلاقات الثنائية بين الأشقاء لأنها ترتكز على قواعد راسخة من المحبة والتعاون والتكامل / وأضاف سموه / لقد جئنا إلى هذا البلد الشقيق لنواصل معا ما أكرمنا به الله من نعمة الإخاء ونتابع بقلوب يملوها الحب والإخلاص خطوات التقارب وتكريس مفهوم التعاون والترابط تحقيقا لواقع ملموس وتجسيدا لتقاليد موروثة عن أجداد وأباء كرام عاشوا على التفاهم والتشاور والتآزر/ وقد منح صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد خلال هذه الزيارة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وسام عمان المدني من الدرجة الأولى .
ويستند صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في تأصيله لعلاقة الاخوة مع الشقيقة عمان إلى مفهوم خاص يقوم على الدعوة والعمل من أجل التكامل والوحدة منطلقا من روية إستراتيجية ومرجعية سياسية يرفدها ميراث تاريخي وفكري كبير يكرس حقيقة التقارب التاريخي والعقائدي والحضاري بين البلدين الشقيقين.
__________________
الحمد لله رب العالمين