منتديات الساحة العربية

مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك للأنضمام الى أسرة منتديات الساحة العربية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات الساحة العربية

مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك للأنضمام الى أسرة منتديات الساحة العربية

منتديات الساحة العربية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مشكلة القيم في المجتمع المغربي بين انحلالها و التشبث بها 259
مشكلة القيم في المجتمع المغربي بين انحلالها و التشبث بها 017
مشكلة القيم في المجتمع المغربي بين انحلالها و التشبث بها 7072f26cf8
مشكلة القيم في المجتمع المغربي بين انحلالها و التشبث بها 74
مشكلة القيم في المجتمع المغربي بين انحلالها و التشبث بها A362c103a0
مشكلة القيم في المجتمع المغربي بين انحلالها و التشبث بها Qolob_054
مشكلة القيم في المجتمع المغربي بين انحلالها و التشبث بها E588b6d3e3
مشكلة القيم في المجتمع المغربي بين انحلالها و التشبث بها 4fizeg22
مشكلة القيم في المجتمع المغربي بين انحلالها و التشبث بها Logo_010

    مشكلة القيم في المجتمع المغربي بين انحلالها و التشبث بها

    avatar
    عبد الصمد
    عضو جديد


    عدد الرسائل : 9
    العمر : 34
    الأوسمة : مشكلة القيم في المجتمع المغربي بين انحلالها و التشبث بها Empty
    تاريخ التسجيل : 17/03/2014

    مشكلة القيم في المجتمع المغربي بين انحلالها و التشبث بها Empty مشكلة القيم في المجتمع المغربي بين انحلالها و التشبث بها

    مُساهمة من طرف عبد الصمد الثلاثاء 15 أبريل 2014, 10:59

    مشكلة القيم في المجتمع المغربي
    بين انحلالها و التشبث بها
    هكذا أصبح المجتمع المغربي يعيش نوعا من التشتت و التشرذم و الاغتراب القيمي وعدم الاستقرار الخلقي ، بعد أن كان معروفا بالكرم و الجود و الأمانة و الأخلاق الإسلامية الرفيعة . وقف اليوم حائرا أمام أمرين مثيرين للجدل بين السير في اتجاه التيار الجارف من القيم الحداثية و ( العصرنة المعلوماتية ) ، و التشبث بالقيم الأصيلة و الهوية العريقة . فأين ذاتية المجتمع المغربي و خصوصيته العربية الإسلامية ؟
    لقد أصبح المجتمع المغربي من الناحية القيمية و الخلقية حائرا تائها يبحث عن موقع له بين الأصالة و المعاصرة ، وفي رغبته التقدم و التطور في نظره إلى الأمام ، ومحاكاة المجتمعات المتحضرة ، ولو على حساب أصالته و هويته العربية و الإسلامية . لكن هذه الأخيرة تقف له عائقا كبيرا في تحقيق هذه الرغبة و هذا التطور بهذا الشكل الملاحظ ، لذلك فالإشكال ليس في التطور و الرقي و التحضر بل الإشكال في الكيفية و الطريقة التي يتبعها لبلوغ هذا المقصد ؛ فكانت وسيلته البارزة هي التقليد وليس التقليد المبصر بل التقليد ذو (العين العمياء و العين المضببة ) . فوصل إلى مفترق الطرق لا هو من هذا و لا هو من ذاك ، (كالغراب الذي أراد تقليد البطة في مشيتها ، فلم يفلح و عندما أرد الرجوع إلى مشيته تعذر عليه ذلك أيضا ، فلا هو أفلح في التقليد ولا هو بقي على أصله ) هذا هو حال المجتمع المغربي في المعظم المظاهر، و خاصة الأخلاقية منها . و ما سأركز عليه هنا هو الجانب القيمي الأخلاقي و ذلك الموقع الذي تبوأه المجتمع بين المضي قدما والعودة إلى الوراء. وهل وجد نفسه وذاته بينهما ؟
    صحيح أن المجتمع المغربي تتنوع فيه الأجناس و الأشكال و الثقافات و كذا الميولات و الأهواء . إلا أننا نقر وبشكل جازم أن عقيدته الإسلام ، هذا لا يعني أن الكل متخلق بالشكل الذي تحث عليه الشريعة ، ولا يعني أن الكل لا أخلاق لهم . بل الوضع الذي عليه المجتمع اليوم لا يبشر بالخير ؛ أخلاقه طغت عليها الماديات و الملاهي و الشهوات والأنانية و المصلحة الذاتية ناهيك عن المحرمات بشتى أنواعها ، و عند السؤال يجيبونك بأن هذه هي الوسطية و الاعتدال ومسايرة العصر و غيرها من التعليلات الغير مبررة .
    ونحن نتحدث بحرقة تجاه هذه الأوضاع اللا إنسانية التي أضحى عليها الإنسان اليوم، وبدورنا لا نريد لهذا الإنسان أن يمشي على رأسه و يفكر برجليه . فإذا أردت أن ترى مظاهر هذا الانقلاب ما عليك إلا أن تنزل إلى الشارع لترى العجب العجاب و إذا كنت من المحضوضين سيأتيك ذلك إلى مكانك و تسمعه في كل مكان ـ بين شاب سُلبت هويته وقلد من لا أخلاق له ، و نساء انشغلن بالموضة و الزينة ومتابعة المسلسلات الفارغة .. ورجال اتخذوا المقاهي مقرا لهم يتغذوا على القمر و الكلام الفارغ ـ هذا ما تصطدم به على ظاهر ما يعيشه المجتمع ، فما بالك إذا حاولت البحث و التنقيب و التعمق في مظاهر الإجرام والقتل و الانتحار و زنا المحارم ... و مشاهد لا أخلاقية لا تعد و لا تحصى . و في المقابل ابحث عن القيم الأصيلة و الأخلاق الرفيعة؟ فلن تجد ما يشفي غليلك ، لكن هذا لا يعني أنها منعدما تماما بل لازالت و الحمد لله وفي مناطق معينة ( كالبوادي و القرى ) تحافظ على هذه القيم الأخلاقية الرفيعة مثل العفة و الحشمة و الحياء و حفظ الأمانة و الكرم و الضمير الأخلاقي و غيرها ... فلماذا تغيرت هذه القيم الأخلاقية و خصوصا في مناطق أخرى كالمدن الكبيرة حتى صارت تفقد قدسيتها ؟ هل لانعدام الضمير الأخلاقي أم الوازع الديني أم طغيان الجانب المادي على الجانب الروحي ؟؟؟
    يبدوا الإنسان على أشكاله يقع ، وكبوة الإنسان العربي كانت كبيرة يتجرع مرارتها اليوم . فبعد أن كان هو الرائد في جميع المجالات و خاصة العلمية منها، فتلك مكنته بسط اخلاقه على العالم وذاع صيته في العلى حتى تهافت عله أصحاب العقول النيرة ، فما إن احتفل بصعوده حتى حدث عطب في التاريخ فسقطت أعمته و تدهورت أوضاعه ، فبدأ يفقد مكانته لصالح وافد جديد عرف أسباب التقدم و قوانين الرقي و مبادئ النمو ، فمسك بزمام الأمور وطور امكانياته العلمية و الاقتصادية و الصناعية و السياسية ... وصار الكل ينوه بانجازه ويشيد بعظمته ، فتساقطت العديد من المجتمعات أمام هذا المد الجارف وصارت تلهت وراءه و تقتات من بقاياه .
    ولم يفلت المجتمع المغربي هو الآخر من ذلك السيل الجارف الذي جرف العالم ، وما قد يحتسب للمجتمع المغربي هو أنه رفض في بادئ الأمر تغيير جلبابه ، لكن بعد أن أرغم عليه خلعُها ، استبدلها بقميص جديد لكنه غير ساتر ، فما استطاع الرجوع إلى جلبابه رغم حنينه لها ، ولم يقدر على ترك القميص الجديد الذي آلفه ... هذا هو واقعنا الحالي. فلماذا هذا النفاق الإجماعي (القيمي) ؟ نريد الحداثة و المعاصرة و في نفس الوقت نظل في الأصالة و العروبة ، نريد التوفيق بين ما فرض علينا من طرف الآخر ، و لم نستطع التخلي عن موروثنا . و الغريب أننا نريد حضارة غربية بشكل عربي ، وهذا في نظري غير ممكن البتة ؛ لأن كل مجتمع له خصوصياته الثقافية و الدينية الإختماعية ... و بالتالي فلكل حضارته وفق شروطه الداخلية و إمكاناته الخاصة . إذن فهل توفق المجتمع المغربي في التوفيق بين قيم الحرية و المساواة الوضعية و اللامشروطة ، والحرية و المسؤولية الدينية المشروعة ؟
    أظنه استطاع وبشكل كبير في مهمة التوفيق بين قيم الغرب الموضوعة و قيم العرب المشرَّعة من ناحية المظهر و الأشكال الخارجية فقط: كاللباس و الكلام و الثقافة السطحية... أما من الماحية الداخلية فلم يستطع قطعا ولا أضمن لك ذلك ؛ لأنه يقف على حافتين حادتين وحالة المجتمع النفسية مضطربة ، ويعيش صراع داخليا بين الضمير الطبيعي لهوية و أصله مع (أناه) الحاضرة التي تأمره بالتحضر و التقليد ، إذن فهو ليس في حالة راحة . فاسأل على سبيل المثال الفتيات اللائي يرتدين لباس الحشمة على رؤوسهن (الفولار) وتلك السراويل اللاصقة على جسدهن ، يجبناك بأنهن غير مرتاحات لهذا اللباس إما لأنه مفروض عليهن إما من آبائهن أو من أرباب العمل و المؤسسات ، لذلك تقف الفتاة مضطربة داخليا لا تعرف ما اللباس الأليق هل العلوي أم السفلي أم لا هذا ولا ذاك .... وقس على ذلك .
    هذا لا يقف عند حد اللباس وفقط بل حتى الكلام و المأكل والتفكير والرمجة الزمينة... كله تقليد بلا تمحيص من البنات و الشباب و الرجال و النساء بل حتى الأطفال يتربون الآن على هذا المنوال. فأين عفة وحياء أمهاتنا ؟ وأين شجاعة و مسؤولية آبائنا وأجدادنا؟ حتى يتربى أبناؤنا ؟؟؟
    فإلى متى سنظل على هذا الحال ؟


      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 19 أبريل 2024, 06:27